فلسطين أون لاين

80% من المصابين بكورونا لا يعلمون بإصابتهم

خاص نقيب أطباء الضفة: الكوادر الطبية منهكة جدًا وتعاني من النقص

...
غزة- جمال غيث

قال نقيب الأطباء في الضفة الغربية د. شوقي صبحة، إن الكوادر الطبية منهكة جدًا، و"نعاني نقصًا كبيرًا فيها" مع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وأوضح أن الكوادر الطبية خاصة من أصحاب التخصصات النادرة يعملون ليل نهار منذ بداية الجائحة من أجل لتقديم الخدمات الصحية لمرضى كورونا.

وأشار في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن شح التخصصات جعل من العاملين في الطب الوقائي، والمختبرات، وأقسام الطوارئ والأشعة والباطنة ومن لديهم الخبرة الملائمة في التعامل مع أجهزة التنفس والتخدير وأمراض القلب معرضين للإصابة بالفيروس.

وبين صبحة أن عدد الكوادر الطبية المصابة بالفيروس بلغ نحو (100) كادر، "وهناك طواقم مصابة من المختبرات، ومن الأطباء من تم حجره بسبب وضعه الصحي ولمنع تفشى الوباء".

وأرجع نقيب الأطباء إصابة الكوادر الطبية بالفيروس إلى مخالطتهم مرضى لم تظهر عليهم أعراض الإصابة على الإطلاق، محملًا بعض الكوادر الطبية المسؤولية لعدم التزامهم بالبروتوكولات الصحية المنصوص عليها.

كما تحدث صبحة عن وجود تباين في الآراء بين الأطباء والمختصين بعلم الفيروسات، قاد إلى خلل في تطبيق بعض الإجراءات الوقائية وترجمتها على أرض الواقع.

وأشار إلى أن نقص الكوادر الطبية دفع وزارة الصحة للتعاون مع كل القطاعات الخاصة والأهلية لاستقدام كوادر طبية جديدة لرعاية المصابين وتوفير احتياجاتهم، لافتًا إلى أنه تم تعيين عدد من الأطباء والمختصين على بند العقود بموجب منحة من البنك الدولي إلى جانب منحة أوروبية.

كما أفاد بأن اجتماعات عدة عقدت على مدار الأيام والأشهر الماضية مع الحكومة والجهات المعنية في الضفة الغربية لرفد القطاع الصحي بالكوادر الصحية المناسبة والمختلفة للحد من انتشار الفيروس، في حال ارتفع عدد الحالات المصابة.

وأكد أن وزارة الصحة بكل كوادرها البالغة نحو (14) ألف كادر موزعين على الضفة وقطاع غزة يعملون بكل جهد من أجل منع تفشي الوباء.

فحوصات عشوائية

وعن توافر الأدوية والأجهزة والمستهلكات الطبية، أكد صبحة توافرها من خلال مساعدات تقدمها بعض الدول أو يتم شراؤها عبر وزارة الصحة.

وأفاد صبحة بوجود تواصل مستمر بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومجمع فلسطين في أوروبا لتوفير الأدوية والمعدات للوقاية من الفيروس، وأن الكم الأكبر من تلك الأدوية والمعدات الطبية تم توفيرها لمستشفى المقاصد بالقدس المحتلة.

وعدّ أن إجراء فحوصات عشوائية لاكتشاف المصابين بالفيروس أمر يرهق الكادر الطبي، ويؤدي لنقص في مواد الفحص، مبينًا أن (80%) من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد لم تظهر عليهم أي أعراض مرتبطة بالوباء، ولا يعرفون شيئا عن إصابتهم، وينقلون المرض دون شعورهم.

وأشار إلى أن (2 إلى 5%) من المصابين بحاجة إلى رعاية طبية مكثفة بسبب تقدمهم بالسن ولضعف جهاز المناعة لديهم، ولأنهم يعانون أمراضا مزمنة، "وفي حال زادت النسبة سنواجه مشكلة عدم قدرة المستشفيات على توفير أجهزة تنفس وغرف خاصة بالمصابين".

حجر صحي

وبين نقيب الأطباء أن انتشار الفيروس بين المواطنين سبب عدم التزامهم بالحجر الصحي المنزلي، والتخلي عن ارتداء الكمامات والقفازات الطبية، داعيًا إلى عدم إغلاق المدن والعمل على التعايش مع الفيروس من خلال اتباع الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

وقال صبحة: "إغلاق المدن ليس الحل الأمثل للحد من انتشار الوباء، والذهاب بهذا الاتجاه يتطلب توفير احتياجات المواطنين قبل حظر الإغلاق وإجبارهم على الالتزام بالحجر".

وأعرب عن أمله في أن يساعد المواطنون الكوادر الطبية من خلال الالتزام بتنفيذ التعليمات الخاصة بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس، والتخلص من الكمامات والقفازات بطريقة آمنة.

ودعا كل الجهات ذات العلاقة لتوعية الكوادر الطبية والمواطنين بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس، مطالبًا وسائل الإعلام ببذل جهد أكبر في هذا السياق.

وسجلت وزارة الصحة في رام الله خلال الـ24 ساعة الأخيرة 3 حالات وفاة، و532 إصابة جديدة بفيروس كورونا.